
المشهد : غرفة الدراسة حيث يقعى مجموعة من التلاميذ لا يتعدى مجموع اعمارهم الــ200 عام والبقعة السوداء المعتادة على الحائط مكتوب عليها باللون الابيض المعتاد هذه الجملة "ضرب زيد عمرو "وبالصوت المعتاد للمعلم تنطلق هذه الجملة "اعرب عمرو " فى ايماءة الى احد التلاميذ فيقف التلميذ ويقول فى ثقة غير معتادة "عمرو مبنى على الكسر "
المعلم كالمعتاد :خطأ...اعرب .. مومئا الى تلميذ اخر فيقف قائلاً :عمرو مفعول به... ولم يقل منصوب على غير المعتاد
فى المقعد ماقبل الاخير كان يجلس عمرو الذى انطبعت فى ذاكرته هاتين الجملتين .."عمرو مبنى على الكسر ".. و"عمرو مفعول به " فكر فيهما كثيراً بعقله الصغير متسائلاً : فى الوضع الغير معتاد يكون عمرو مبنى على الكسر وفى الوضع المعتاد يصبح مفعولاً به مضروب وليس منصوب على الاقل
كلما كبر الانسان فى داخله كان يرى تجلياً واضحاً لهاتين الجملتين فى حياته وبالرغم من كل الجمل التى سمعها فى حياته كانت هاتان الجملتين تدقان مغاليق عقله بقوة كلما اراد ان ينسى
ويبدو ان صاحبنا من كثير ما تجليتا فى حياته قد بدأ يستسلم لهما بل يستمرأهما فى بعض الاحيان لكنه ما أن بدأعقله يتحرر نوعاً ما استطاع ان يصل عن طريق الخطأ الى معنى اعمق سوداوية واثقل وطأة هو : الخسران
.........................................
اختيارى لاسم عمرو لان مثال عمرو وزيد يكثر استخدامه فى القواعد النحوية