يعد مفهوم القيمة من اهم المفاهيم التى شغلت الانسان على مر العصور وقد تعرض هذا المفهوم على مر العصور لكثير من محاولات التشويه والتزوير خدمة لمصالح مجموعة من البشر على حساب مجموعة اخرى وقد قام المصلحون فى مختلف الازمان بمجهودات عظيمة لحماية هذا المفهوم من التزوير
وان هذا المفهوم يقود ولا مفر فى واقع الانسان المعاش الى مفهوم اكثر تعقيدا يتصل بحياة الانسان اتصالا مباشرا الا وهو مفهوم المنظومة القيمية
والمنظومة القيمية فى تعريفى المتواضع لها انما هى مجموعة من العناصر التى تتحد سويا فى تركيب معين للوصول بالواقع المعاش الى وضع معين
واذا اختار الفرد بداية الوضع الذى يرغب فى الوصول اليه فعليه بتكوين منظومته القيمية الخاصة به والتى يكون النتيجة الحتمية لها هى شكل حياته نفسها
فأنا مثلا اذا اردت ان اصل الى السعادة كوضع معاش فيجب ان اكون منظومة قيمية يكون نتيجة لصلابة تركيبتها وتناغم عناصرها هى حالة السعادة
واى منظومة قيمية فى تركيبتها البسيطة – فى اعتقادى- انها يجب ان تشتمل على عناصر معينة تكون الاساس الذى يبنى عليه الشكل المحدد لهذه المنظومة
ومن اهم هذه العناصر :
1-العمل : والعمل هو القيمة التى يتحدد على اساسها شكل الحياة المبدئى بوجهيه المادى والمعنوى لذلك فهو قيمة ابتدائية تنبثق عنها اى قيمة اخرى بمعنى ان اى قيمة يراد تحقيق ذاتها تعتمد على العمل فهى فى ذلك كمادة الكون التى تتشكل الى مادة وطاقة وهلم جرا ...
2- العدالة : وهذا على مستوى الفرد والجماعة فى رايى . فالانسان اذا لم يستطع ان يمنح العدالة لذاته فانه عاجز بالتبعية عن ان يمنحها لغيره ولذلك فالعدالة من المكونات الاساسية للقيمة الانسانية المطلقة التى خلقها المولى عز وجل
وهذان هما اهم العناصر التى تقوم عليها اى منظومة قيمية مهما بلغت درجة تعقيدها من حيث تركيبتها او من حيث هل هى فردية ام جماعية
وينبثق عن عمل هذين العنصرين معاً جل القيم الانسانية المخلوقة ازلا مثل
الصدق ، الامانة ، النظام ، تقبل الاخر ، الحرص على الاخر ، ، وهكذا
واذا قمت باخذ منظومتى القيمية الشخصية كمثال تطبيقى لما اقوله فاننى يمكن ان اذكر ان الوضع الذى اصبو الى تحقيقه فى واقعى المعاش هو السعادة البناءة –هنا افرق بينها وبين السعادة الهدامة –وعليه فاننى اقوم بتكوين منظومتى القيمية مبتداً بالعمل والعدالة مع نفسى والمجتمع واضعا اياها فى اطار اخلاقى يخلق باقى القيم بالطريقة التى تخلو من المغالطات
واذا قمنا برسم هذه المنظومة على شكل دائرة يُعبر محيطها الخارجى عن هيكل هذه المنظومة الذى يحفظ لها الترابط والتوافق بين عناصرها فاننا يمكن ان نصل بذلك الى مذهب حياتى متكامل ومن اهم هذه المذاهب الحياتية واشهرها وانجحها هو
المذهب الاسلامى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق