علم النظر اهم العلوم...فتعلم جيدا ....

الأربعاء، 25 مارس 2009

الكرنك


منذ الايام الاولى فى حياتى الفكرية التى بدأت - ككل حيوات المصريين - متعسرة
مليئة بالهواجس والافكار المزورة والبوسترات الضخمة من المعانى الملفقة
ورغم التربية الاصولية التى انشأت فينا لا مبالاة رهيبة تجاه الاشياء الكريهة والصعبة
واستخفاف بقيم جمالية كثيرة وقيدتنا بقيود ضيعت علينا الكثير

من بين البوسترات الكبيرة جدا فى حياتى هى بوستر للزعيم جمال عبد الناصر ...
فمنذ ان كنت طفل غير ابه ولا متقى لشر ومتقد النظرة الى كل شئ
راغب فى معرفة اى شئ وكل شئ ... انشأت داخلى صورة مزيفة لشئ مزيف
اسمه جمال عبد الناصر

عشت الطفولة كاى مصرى او عربى او افريقى ارى صورة البطل علم على الكولونيل ناصر
بدون اى محاولات من المسؤلين عن النشأة ازالة المغالطة
ربما اكون متحاملا او انظر من اسفل لكن ما رايته ما قراته يجعلنى راضيا عن كلامى
فى فيلم الكرنك .... ترى اللهفة المريضة على السلطة والرغبة الجامحة فى الظلم
والتلذذ بالاستكانة والانخداع وتملؤك كمية هائلة من الشفقة على الظالم والمظلوم
عندما رايت الفيلم ... تذكرت كلمات للعظيم امل دنقل يقول:

أيتها العرافة المقدَّسةْ ..
جئتُ إليك .. مثخناً بالطعنات والدماءْ
أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسة
منكسر السيف، مغبَّر الجبين والأعضاءْ.
أسأل يا زرقاءْ ..
عن فمكِ الياقوتِ عن، نبوءة العذراء
عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكَّسة
عن صور الأطفال في الخوذات.. ملقاةً على الصحراء
عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماء..
فيثقب الرصاصُ رأسَه .. في لحظة الملامسة !
عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماء !!
أسأل يا زرقاء ..
عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدارْ !
عن صرخة المرأة بين السَّبي. والفرارْ ؟
كيف حملتُ العار..
ثم مشيتُ ؟ دون أن أقتل نفسي ؟ ! دون أن أنهار ؟ !
ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة ؟ !

=======================

اثناء الفيلم جرت جملة على لسانى مرارا "الى الجحيم يا عبد الناصر


هناك تعليقان (2):

  1. صدقا..ترددت كثيرا في الكتابة تعليقا على موضوعك, لا لشيئ سوى أن كلانا يعرف رأي الآخر مسبقا, لكنني قررت أن أكتب لأنني اشعر أنك تظلم هذا الرجل..
    حسنا لن أتحدث عن صورة البطل الذي يحبه الجميع وإنما سأطلب منك أن تكون عادلا, فلتحضر ميزانا ولتضع في كفة مساوئ هذا الرجل وفي الكفة الأخرى محاسنه, ولنر اي الكفتين سترجح...
    أنا وإن كنت أحب عبدالناصر فلا أنكر عليه أخطاءه, لكن هذا الرجل قد فعل الكثير لنا, لا تخبرني أن كل من يكنون له الحب بداية من الأطفال وحتى أعلى الناس قدرا هم مجرد مجموعة من المغيبين, قد اتفهم أن يكون المرء مغيبا بفعل فاعل إن كان الرجل لازال على قيد الحياة, لكن الآن من يحبون عبدالناصر يحبونه لما فعله لا لشيئ آخر..
    أما عن فيلم الكرنك, فأنا لا أصدق الأفلام العربية عادة, لأنه وببساطة كلما أتى رئيس جديد أغرقتنا السينما والتلفزيون بوابل من الأعمال التي تنتقد سابقه, فتظهره كوحش كاسر لتوهمنا أن الحالي هو الورقاء..
    وأخيرا أتمنى عليك أن تقارن بين حالنا اليوم وحالنا ايام عبدالناصر, وأرجو ألا تخبرني أن حالنا اليوم افضل, لأنني هذه الأيام قد وصل بي الحال حتى أصبحت أتمنى للحظات أن تأتي تركيا لتحتلنا و(نخلص)...

    ردحذف
  2. عفوا اخى الكريم "رحم الله عبد الناصر" :)

    اعلم ان كلامنا عن عبد الناصر هو نوع من الجدل السفسطائى الذى لا طائل من وراءه فلا الرجل ملاك ولا هو شيطان ولكن الوضع النسبى للانسان المصرى كان افضل ايام عبد الناصر فضلا عن ارتفاع الروح الوطنية والمميزات التى حصل عليها اولاد الغسالة اللى هما احنا يعنى بلغة امنا الغولة

    افهم ان الانسان الوسطى ينظر الى نصف الكوب الفارغ بنفس القدر الذى ينظر فيه الى نصف الكوب الممتلىء ففى عهد عبد الناصر اصبح من حق امثالنا ان نحلم وان نحب وان نتعلم وان لا نواجه ليل نهار بكلمة انت ابن مين فى مصر

    محمود

    ردحذف