"فى امان الله " كانت هذه العبارة هى اخر ما تقع عليهما عيناه فى كل رسالة قادمة منها
فقد تعرف اليها من خلال احدى وسائل الاتصال التى لا تتيح رؤية الاخر لذا كان ما يعرفه عنها هى رسائلها التى تاتى متحدثة عن امور ثقافية واجتماعية رافضة التطرق الى اى امور خاصة او تفاصيل تافهة وهو ما كان يصيبه بخليط بين الاستفزاز والاحترام ورغم ذلك كلما جاءت رسالة مقدسة منها حاملة موضوعا ثقافيا او اجتماعيا كان يتبع قراءة هذه الرسالة بتنهيدة عميقة غير مفهومة وغير مبررة
فى رده على احدى رسائلها وباسلوبه المهذب والمتحفز طلب اللقاء
وقد كان هذا تحولا شديدا فى مسار العلاقة فهما شخصان متحفزان الى ابعد الحدود وان كانت تفوقه
وبعد يومين طويلين جاء الرد طويلا ايضا وبنفس العبارات الملائكية التى لا تخلو من هذا الكم الهائل من التحفز والجاذبية المهذبة ونفس الكلمات التى تقطر عسل الحرص والادب الجم والدهاء الكلماتى جاء الرفض مشفوعا ودعما باسمى معانى الاحترام والتقدير
فاطلق تنهيدته العميقة الغير مفهومة والغير مبررة المعهودة واغلق الرسالة وراح يلهو بين الكتب مرددا "فى امان الله" .